بورتريه Ai: سعاد حسني “السندريلا”
سعاد حسني.. “سندريلا الشاشة” التي أسعدت بفنها وروحها المرحة عشاق السينما
هي قامة فنيّة راسخة في أذهان جمهورها, ذات حضور تمثيلي وغنائي واستعراضي مبهر نابعٌ من روحها المرحة التي لم تفشل قط في اسعاد جميع من يراها ويتابع أعمالها.
بداية الحكاية
وُلدت سعاد حسني البابا في 26 يناير 1942 في حي بولاق بالقاهرة لعائلة فنية, والدها محمد حسني البابا وهو ابن المغني السوري حسني البابا, وأمها مصرية الجنسية تُدعى جوهرة محمد حسن وهي شقيقة الفنانة نجاة الصغير وعازف الناي محمود عفت فهم عائلة كبيرة مكوّنة من 17 أخاً وأخت وذلك نتيجة انفصال والديها عن بعضهما وهي في الخامسة من عمرها, فكان لها شقيقتان وهما كوثر وصباح من نفس الأم والأب و8 من والدها و6 من والدتها .
إبداع منذ الصِغر
بدأت مواهب سندريلا الشاشة العربية تظهر منذ نعومة أظفارها , مما جعل جميع من حولها يتنبأ لها بمستقبل باهر وجميل , فكانت ماهرةً في الغناء والتمثيل والرقص وتقليد الشخصيات , وكان لقبها هو ” أخت القمر ” بسبب جاذبيتها وجمالها اللافت . فبدأت العمل مع بابا شارو الإذاعي المصري محمد محمود شعبان الذي كان يكتشف مواهب الأطفال ويقدّمهم في البرامج الإذاعيّة , ومن ثم اكتشفها المخرج عبد الرحمن الخميسي وأعطاها دورا مهماً في مسرحيّة هاملت لويليام شكسبير وهو دور” أوفيليا” وحضر المسرحيّة حينها المخرج السينمائي الشهير هنري بركات
” أخت القمر” تسلك طريق الشهرة
أبهرت سعاد حسني المخرج هنري بركات بموهبتها , فقرر ضمها إلى فيلمه “حسن ونعيمة” ومنحها دور البطولة النسائية ، وهو دور نعيمة أمام المطرب الشاب وقتها محرم فؤاد، ونجحت سعاد كثيراً، وفاقت توقعات بركات، ومنذ تلك اللحظة أصبحت نجمة وبدأت مسيرتها الحقيقية، وكانت لا تزال في السادسة عشرة من عمرها.
وفي العام 1960، شاركت في خمسة أفلام وهي “مال ونساء”، “غراميات امرأة”، “إشاعة حب”، “ثلاثة رجال وامرأة” و”البنات والصيف”.
في العام 1961، قدمت خمسة أفلام أخرى، هي: “لماذا أعيش”، “مفيش تفاهم”، “هي وهي تلاتة”، “السبع بنات” و”الضوء الخافت”، وانطلقت لتقدم أربعة أفلام في العام الذي يليه، هي: “غصن الزيتون”، “صراع مع الملائكة”، “وموعد في البرج” و”من غير معاد”، وهكذا حتي وصل عدد أفلامها إلى 69 فيلماً حتى العام 1992. وكانت سعاد متميزة بأنها جمعت بين جميع الألوان السينمائيّة ونجحت فيها مما جعلها اسم راسخ لا يُنسى. ومن أهم أفلام “سعاد” الفنية في السينما “صغيرة على الحب”، و”الكرنك”، و”الحب الضائع”، و”خلي بالك من زوزو”، و”غريب في بيتي”، و”الزوجة الثانية”، و”القادسية”، و “حبّ في الزنزانة”، و”المشبوه”، و”نادية” و”شفيقة ومتولي”.وكان آخر أفلامها وأعمالها فيلم “الراعي والنساء”، في العام 1991 أمام الفنان أحمد زكى والفنانة يسرا.
زيجات متعددة في حياة ” السندريلا”
تزوجت سعاد حسني خمس مرات، أولهم المطرب عبد الحليم حافظ من 1960 حتى 1965، وهو زواج عرفي أكده البعض وأنكره البعض. وكان الزواج الثاني من المصور والمخرج صلاح كريم، من 1966 حتى 1968. أما الزوج الثالث فهو المخرج علي بدرخان، واستمر الزواج 11 عاماً من 1970 حتى 1981، وزواجها الرابع في عام 1981 كان من زكي، ابن المطربة ليلى مراد والمخرج فطين عبد الوهاب، وكان وقتها طالبا في معهد السينما، وأخيراً الزوج الخامس بالسيناريست ماهر عواد، في العام 1987، وكان أطول زواجاتها، إذ استمر نحو خمسة عشر عاماً حتى وفاتها في 2001.
” السندريلا ” تستسلم للمرض
عانت سعاد في آخر حياتها من آلام في الظهر والعمود الفقري، وتسببت الأدوية بزيادة في وزنها بشكل ملحوظ، فابتعدت عن الأضواء مستسلمة لاكتئاب حاد في لندن.
توفيت سعاد حسني في يونيو (حزيران) 2001 في مدينة الضباب، لندن، في ظروف غامضة. ولم تكشف الشرطة لغز وفاتها. فقيل قتلت بتدبير من مجهولين على خلفية عزمها فضح كثير من التفاصيل والأسرار الخاصة في مذكراتها الشخصية التي كانت تستعد لكتابتها، وقيل إنها انتحرت بسبب الاكتئاب رغم نفي طبيبها الخاص إمكان حدوث ذلك، لأن صحة سعاد، وفق روايته، كانت بدأت تتحسن، وكانت تقرأ عدداً من الأعمال لتجسيدها.