المحامي في السينما المصرية.. رحلة من الواقع إلى الشاشة الفضية
في عالم السينما المصرية، برزت شخصية المحامي كأحد أهم الأدوار التي جذبت انتباه الجمهور على مر العقود، إذ انه منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، قدمت الشاشة الفضية صورًا متنوعة ومتطورة لهذه المهنة النبيلة، عاكسة التغيرات الاجتماعية والثقافية في المجتمع المصري، في هذا الصدد نستعرض رحلة المحامي في السينما المصرية، مسلطين الضوء على أبرز الأعمال والنجوم الذين تألقوا في تجسيد هذه الشخصية المحورية.
المرأة تتحدي الأعراف
مهنة المحامي صنعت نجوم كبيرة في السينما المصرية وبرع في تجسيدها الكثير من الفنانين وكانت بدايتها عند الفنانة “مديحة يسري” في فيلم “الافوكاتو مديحة” عام 1950 وكانت تقوم بدور فتاة ترفض الحياه في الارياف وتتطلع الي حياه المدن بسبب رغباتها في ان تصبح محامية كبيرة.
“مديحة يسري” من فيلم “الأفوكاتو مديحة” عام 1950
ثم جأت الفنانة “فاتن حمامة” في فيلم “الأستاذة فاطمة” عام 1952 بتغير مفهوم عدم قدرة المرأه علي العمل كمحامية متفوقة على توقعات أسرتها وتحديات المجتمع. مزجت الفيلم بين الكوميديا والدراما ليقدم رسالة قوية عن المساواة وحق المرأة في العمل بمهنة المحاماة.
“فاتن حمامة” من فيلم “الأستاذة فاطمة” 1952
المحامي بعيون ساخرة
ولا ننسي الفيلم الاكثر شهرة “الافوكاتو” وكان بطولة الفنان الكبير “عادل امام” في عام 1983 وكان من اكثر الادوار براعة في تجسيد دور المحامي.
“عادل أمام” من فيلم “الافوكاتو” عام 1983
وعاد عادل إمام ليكرر نجاحه في تجسيد شخصية المحامي من خلال فيلم “طيور الظلام” عام 1995، مقدماً صورة أخرى للمحامي الذي يواجه تحديات مهنية وأخلاقية في إطار درامي مشوق.
“عادل أمام” من فيلم “طيور الظلام” 1995
المحامي كبطل درامي
لم تقتصر أدوار المحامي على الكوميديا فقط، بل شهدت السينما المصرية أعمالاً درامية قوية تناولت هذه الشخصية بعمق أكبر, ومن ضمن الاشخاص الذي جسدة دور المحامي ببراعة كان الفنان الكبير “احمد زكي” في فيلم ضد الحكومة عام 1992.
“أحمد زكي” من فيلم “ضد الحكومة” 1992
فقديما كان المحامي رجل المبادئ الذي يدافع عن المظلوم وينصر الحق ويحقق العدالة وكانت شخصيته عاقلة ومتزنة وغالبا ما يكون ذكي وقادر علي استنتاج الامور بصورة فعالة ولكن مع استمرار تطور السينما والمجتمع، من المؤكد أننا سنشهد المزيد من التطورات في تناول شخصية المحامي، ربما مع التركيز على قضايا معاصرة مثل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في العصر الرقمي. تبقى شخصية المحامي في السينما المصرية شاهداً حياً على قدرة الفن في عكس وتشكيل واقعنا الاجتماعي والثقافي.