رستم وأدهم.. “ملوك الشر” على الشاشة الفضية
“أيقونات الشر في السينما المصرية: تحليل لأدوار الأشرار وتأثيرها على صناعة الأفلام”
الشرير في السينما المصرية يُعتبر شخصية محورية في العديد من الأفلام، وغالباً ما يكون له تأثير كبير على تطور القصة وشخصياتها, وينقسم إلي نوعين مثل الأشرار في أفلام الأكشن أو الدراما الذين يتصفون بالأنانية والقسوة. على سبيل المثال، الشخصيات التي مثلها محمود المليجي وزكي رستم، الذين قدموا أدوارًا شريرة مميزة, يظهر النوع الثاني من الشخصيات بطريقة أكثر تعقيدًا، حيث يكون لديه دوافع وأسباب تجعل تصرفاته مفهومة حتى وإن كانت خاطئة, مثل شخصية “الشرير” التي قدمها عادل أدهم في بعض أفلامه حيث كان يجسد أدوارًا ذات طابع معقد وصعب التصنيف.
عادل أدهم ..” البرنس”
هو أحد أهم سادة مدرسة الشر في السينما المصرية، والي رأي أنور وجدي أنه لا يصلح للتمثيل، لكنه نجح في تقديم نفسه كأحد عمالقة السينما في مصر، حتى تمني المخرج العالمي إيليا كازان أنه يصحبه معه إلي هوليوود، ليصنع منه نجماً عالمياً كبيراً،بالرغم من الأداء الجبار للفنان عادل أدهم لكنه لم يحصل على أدوار البطولة في أفلامه فقد اقتصرت أدواره على السنيد حتى أنه بقدراته الفنية استطاع بالفعل أن يسند الكثير من الأعمال ويكون سببا في نجاحها وان يجعلها خالدة، ويعد فيلم “المجهول” هو المحطة الأصعب في مشوار عادل أدهم لأنه ظهر طوال أحداثه صامتًا، واعتمد في تجسيده لشخصية “الشرير الأخرس” على انفعالاته النفسية والجسدية، وعرض عام 1984.
من أشهر إفيهات “عادل أدهم”
الفنان الراحل عادل أدهم هو صاحب الإفيهات الشهيرة :هي المعلمة وإحنا كلنا صبيانها، أدبح يا زكي قدرة.. يدبح زكى قدرة.. اسلخ يا زكي قدرة، يسلخ زكي قدرة، وذلك فى فيلم “حكمتك يارب ” أمام سناء جميل، وفى فيلم علاقات مشبوهة يقول “ نتقابل في جهنم بقى.. ما إحنا لو دخلنا الجنة مش هنلاقي حد نعرفه”، وفى فيلم “حافية على جسر الدهب قال: عاوزة تقتليني يا قطة، وفى فيلم السلخانة قال: الصباع اللى يوجعنى اقطعه معالجهوش، وفى فيلم ” الفرن ” قال: حانرقص دانص ياروح أمك، وفي الراقصة والطبال قال: خلصتى التعميرة ليه كده يامه.
توفيق الدقن .. “رائد أدوار الشر في السينما العربية “
يعد توفيق الدقن من أهم وأكبر الفنانين المصريين المعاصرين الذين لعبوا أدوار الشر في السينما العربية، فهو الممثل الذي وهب نفسه للإبداع، منذُ أن أدى صلاته الأولى في محراب الفن، فتتسلط عليه أضواء الشهرة من شخصيات جسدها بإبداع وتألق، وهو أيضا أحد الذين أسسوا مدرسة متفردة في إبداعاتها وإمكانياتها، والتي استندت إلى الأداء السهل الممتنع الذي لم يتوقف أمام الشكل والكم، وأحد الذين غاصوا في المضمون، و شكلوا خلطة سحرية.
كان توفيق الدقن يتمتع بشخصية عملية متواضعة فقد كان شديد الترحيب بالعمل مع الوجوه الجديدة حيث كان يتبنى مبدأ «أنتم تتعلموا مني وأنا أتعلم منكم»، هكذا روى المستشار ماضي توفيق الدقن نجل الفنان توفيق الدقن، حين استرجع بعض ذكريات والده في لقاء تلفزيوني سابق، مؤكدًا أن ظهور مواهب جديدة كان أمر يسعده للغاية.
لمع نجمه في أدوار الشر وإن كان في الأساس هو نجم فكاهي من الدرجة الأولى، وعادة ما كان يمزج الشر بالفكاهة، أو يربطه بـ «إفييه» ساخر، وحده الذي تمكن من إقناع عبد المنعم إبراهيم في فيلم «سر طاقية الإخفاء» أن عُلبةً تكفي لخاتم ذهبي قد تحوي بداخلها “فيل”، وهو نفس الموظف المنافق أبو الخير حسنين في فيلم “مراتي مدير عام” ، والأب الشريف في فيلم “على بابا الوزير” مع الزعيم عادل إمام، وفى فيلم”الشيطان يعظ” اشتهر بمقولته “لما كله عاوز يبقى فتوات أمال مين اللي هينضرب.
زكي رستم.. “جراند بريمير السينما المصرية”
من أفضل الفنانين الذين قاموا بأداء شخصية “الشرير”، فهو يمتلك أداءا فريدا أهله لأن يتربع على عرش أداء هذا النوع من الشخصيات، فقد أدى دور زعيم العصابة، والقاتل، والمجرم، ونجده على سبيل المثال في فيلمه الشهير “نهر الحب”، رجلا قاسيا ينتقم من زوجته بالتفريق بينها وبين ابنها، وذلك دون أن يظهر في الدور كقاتل أو هارب من العدالة, جراند بريمير السينما المصرية، القادر على التحول من الخير للشر في لحظة، وإقناعك في الحالتين، عاش وحيدًا ولم يتزوج وقيل عنه أنه كان حاد الطباع, أفضل أدواره: الموظف الطيب المؤمن بوظيفة الحكومة في “معلهش يا زهر”، والبلطجي في “عائشة”، أما أفضل لازماته فكانت “روح يا شيخ الله يعمر بيتك” و”صدقيني يا نوال”.
إستيفان روستي.. “أبن البارون النمساوي”
الشرير خفيف الظل, فهو صاحب أداء متفرد في تقديم هذا النوع من الشخصيات, وُلد في مصر فأصبح علمًا لم ولن يتكرر، حتى أنه للآن لم يستطع أحد الاقتراب منه أو تجسيد شخصيته، رغم كل أعمال السير الذاتية التي تناولت فنانين رحلوا. أفضل أدواره: الخواجة اليهودي في “أخر شقاوة ” والوجيه المفلس في “تمر حنة” ، أما أفضل لازماته فكانت “طب أروح أتحزم وأجيلك”.