شخصيات X السيما

“الجان” في السينما المصرية.. تجسيد الأناقة على الشاشة الكبيرة

تعددت المصطلحات و الألقاب في السينما المصرية من ” وحش الشاشة ” و ” ملك الترسو ” و ” الاستاذ ” و ” الدنجوان ” ولا سيما ” الجان ” ، فهو مصطلح يطلق على البطل أو ممثل الدور الأول في السينما ، ومن أشهر الممثلين الذين حاذوا على هذا اللقب هم ( أحمد مظهر – رشدي أباظة – أحمد رمزي – عمر الشريف – صالح سليم ).

وُلد أحمد مظهر في ( 8 أكتوبر عام 1917 ) ، بمحافظة القاهرة ، تخرج من الكلية الحربية في عام ( 1938) ، وتحديدا سلاح الفرسان ، ثم تم تعيينه في منصب قائد مدرسة الفروسية بعد الثورة ، لكن على الجانب الآخر لقد تخلى عن زيه الرسمي كضابط بالجيش المصري ، ليتفرغ للفن ليحفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الفن المصري والعربي ، بعد أن قدم العديد من الأعمال الهامة المتنوعة سواء الرومانسية والاجتماعية والتاريخية.

قدم ” فارس السينما ” العديد من الاعمال الخالده الى الان ، من اشهر افلامه هي  ( ضد التيار – ضمير ابله حكمت – عرض حالجي – عصر الفرسان – غيرها ) ، و قدم العديد من المسلسلات الإذاعية و التليفزيونية و المسرحيات المختلفه ايضًا ، بالاضافه الي انه أخرج فيلمين كتبهما بنفسه وهما ( نفوس حائرة ) في عام 1968، و ( حبيبة غيري ) في عام 1976.

حصل ” مظهر ” على جائزة في التمثيل عن دوره في فيلم (الليلة الأخيرة) ، كما حصل على عدة جوائز لعدة مرات . ونجح فى تجسيد دور العاشق الرومانسي الجنتلمان ، و كون ثنائياً جيداً مع فاتن حمامة منذ بدايته. كما جسد دور الفارس في أفلام تاريخية مثل (واإسلاماه، الناصر صلاح الدين) ، وفي 5 مايو عام 2002 ، توفي ” مظهر ” وينهي مسيرته الفنية الحافلة من الأعمال اللامعه.

ولد ” اباظة ” في عام 1926 لأم إيطالية وأب مصري ، وحصل على البكالوريا من كلية سان مارك بالإسكندرية، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة.

ويقال إن بدأ حياته في عالم السينما عن طريق الفنان المصري ” فريد شوقي ” حيث أنه هو الذي شجعه على دخول عالم الفن، و أسند إليه المخرج ” بركات ” دور صغير في فيلم “المليونيرة الصغيرة” بطولة فاتن حمامة وإنتاج 1949.

في عام 1950 سافر إلى إيطاليا لمدة ستة أشهر على أمل الظهور في أفلام إيطالية، ولكن لم يكتب له النجاح هناك. لكن ألقي بريقه في بلاده ليعمل اروع الاعمال في مسيرته الفنية ومن أهم أفلامه هي : ( امرأة على الطريق – شروق وغروب – طريق الأمل – وراء الشمس – صراع في النيل – في بيتنا رجل – الزوجة رقم 13). 


واستطاع في جميع مراحله العمرية، أن يحتفظ بوهج النجومية، وكان من الممكن أن يعبر للعالمية ويدخل هوليوود من بابها الواسع على طريقة صديقة عمر الشريف، لا سيما أنه كان يجيد الحديث بـ5 لغات هي ( الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية ) ، لكن لم يحالفه الحظ ، وتوفي ” أباظة ” في عام 1980 بعد معاناة مع سرطان المخ.

ولد الفنان أحمد رمزي في الإسكندرية في مصر في عام 1930م ، كان والده طبيبًا معروفًا في مدينته، وأمَّا والدته فكانت اسكتلندية الأصل ، التحقَ بكلية الطب رغبةً من أهله في أن يصبح طبيبًا مثل والده وأخيه الأكبر، لكنه رسب ثلاث سنوات فيها فانتقل إلى كلية التجارة وتخرج منها ونال شهادة البكالوريوس ، عاش أحمد رمزي العديد من قصص الحب خلال حياته، ولعبت تلك القصص دورًا كبيرًا في إثارة المشاكل في حياته الزوجية، فقد تزوَّج ثلاث مرات خلال حياته.

أدى ” رمزي ” دور الشاب الشقي خفيف الظل ، ربطته علاقة صداقة قوية بكل من عمر الشريف وعبد الحليم حافظ. و كانت أول أفلامه هو (أيامنا الحلوة) عام 1955 مع صديقه العزيز عمر الشريف، ثم توالت مشاركاته وبطولاته في السينما بعد ذلك، ومن أهم أفلامه (بنات اليوم – 3 نساء – حب إلى الأبد – ثرثرة فوق النيل – تمر حنة – الوسادة الخالية – الخروج من الجنة). 

حاول ” رمزي ” أن يجرب حظه في السينما العالمية لكن التجربة لم تكتمل، اعتزل السينما لسنوات طويلة منذ أواخر السبعينات، وعاد إليها بفيلم (قط الصحراء) عام 1995، وفي عام 2000 شارك في بطولة آخر أفلامه (الوردة الحمراء)، باﻹضافة إلى مسلسل (وجه القمر) مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة .


عاش الفنان أحمد رمزي حتى بلغ 82 سنة من عمره، وفي عام 2012 أصيب بجلطة دماغية نتيجة اختلال توازنه وسقوطه على أرضية الحمام في منزله الواقع على الساحل الشمالي وتوفي في نفس اليوم ، وقد تمَّ تشييع جنازته بشكل بسيط جدًا ودفن في تلك المنطقة في إجراءات بسيطة أيضًا حسب وصيته .

وُلد ” عمر الشريف ” وكان يحمل اسم ” ميشيل ديمتري شلهوب” ، في العام 1932 في مدينة الإسكندرية، لأسرة كاثوليكية ثرية ، وكان الابن الوحيد للعائلة ، ثم جاءت عائلة الفنان ” عمر الشريف ” من بلاد الشام حينها ، وكان يقال عن تلك العائلات ” شوام مصر “. 

كان عمر الشريف في السن الرابعة من عمره، عندما انتقل مع أسرته إلى القاهرة ، ثم دارت الأيام و رغب في أن يدخل عالم الفن من اوسع ابوابه ، ثم جاءته الفرصة للتمثيل بالفعل حين عرض عليه المخرج (يوسف شاهين) الفرصة لبطولة فيلمه الجديد (صراع في الوادي) عام 1954 أمام (فاتن حمامة) واختير له إسم (عُمر الشريف) الذي عرف به لبقية حياته ، وتلقي الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر وبسرعة تصاعدت نجوميته حيث شارك في الفترة من 1954 حتى عام 1962 في أكثر من عشرين فيلمًا سينمائيًا. 

ويتذكر ” عمر الشريف ” يوم اختبار الشاشة بالتفصيل ويقول إنه “بصراحة كنت مرعوب. كنت سأواجه الكاميرا لأول مرة. وكنت سأقوم بالتمثيل أمام فاتن حمامة نفسها (وكانت مشهورة آنذاك). ولم أستطع تخيل صورتي بجانب صورتها في الملصق واسمي مع اسمها في الأخبار”.

في العام 1955 تزوج عمر الشريف من فاتن حمامة، بعد أن أشهر إسلامه في نفس العام ، ومن أشهر أعمالهم سويًا هي ( أيامنا الحلوة في العام 1955 – صراع في الميناء عام 1956 – لا أنام في العام 1957 – سيدة القصر في العام 1958 ) .

في عام 1962 ، كان ميعاده مع الشهرة العالمية للمرة الأولى حين وقع اختيار المخرج الانجليزي (ديفيد لين) عليه للقيام بدور في فيلمه الجديد (لورانس العرب). أصبح الفيلم فور انتاجه أحد أفضل الأعمال السينمائية العالمية ويُعد من أفضل ما أنتجته السينما البريطانية على الإطلاق، وفورًا حاز أداء (عمر الشريف) على ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور مساعد وفاز عن نفس الدور بجائزة (الكرة الذهبية) رفيعة المستوى ومعهما على شهرة عالمية.

توالت بعدها الأعمال السينمائية العالمية وبعدها بثلاث سنوات كان ميعاده مع أحد أشهر أدواره في (الدكتور زيفاجو) من إخراج (ديفيد لين) ، حيث فاز عن دوره بجائزة (الكرة الذهبية) للمرة الثانية لأفضل ممثل في دور رئيسي . 

بسبب صرامة نظام الرئيس (جمال عبد الناصر) في اصدار تصاريح السفر والخروج من مصر. قرر أن يستقر في أوروبا عام 1965 بشكل نهائي، الأمر الذي أثر على زواجه من (فاتن حمامة) وأدى إلى انفصالهما عام 1966 ثم طلاقهما بشكل نهائي عام 1974. 

ومن الستينات حتى بداية التسعينات. ظل مقيمًا خارج مصر ومنشغلًا بأدواره العالمية في السينما الأمريكية والأوروبية التي قدم خلالها أدوارًا كثيرة ومتنوعة بين الحربي والدرامي والكوميدي. حتى استقر بشكل نهائي بمصر ببداية التسعينات.خلال مشواره الفني الطويل والمميز حصل على عدد من أرفع الجوائز السينمائية قاطبًة. لم يتزوج ثانية منذ انفصاله عن (فاتن حمامة) وله من زواجه منها ابن واحد هو (طارق) وله حفيدان هما (عمر) و(كريم).

ولد ” صالح سليم ” في عام 1930 فى حى الدقى بالجيزة ، والتحق بصفوف ناشئى النادى الأهلى عام 1944، وفى نفس العام انتقل إلى صفوف الفريق الأول وظل يلعب به حتى عام 1963، واحترف فى نادى جراتس النمساوى ثم عاد مرة أخرى للعب بالنادى الأهلى، وأكمل به مشواره الكروى حتى عام 1967 الذي أعلن به اعتزاله.

حصل ” سليم “على بكالوريوس التجارة في عام 1952 ، لاعب كرة قدم جذبته السينما أثناء الستينات ، لقب بالمايسترو فى الكرة ، تولى رئاسة النادى الأهلى لعدة دورات ، وبجانب الكرة والإدارة ، دخل صالح سليم حياة الفن والسينما من خلال مجموعة من الأفلام المميزة التي شارك فيها و هي (السبع بنات – الشموع السوداء – الباب المفتوح).

انتصر المرض على صالح سليم فى الصراع الذي انتهى عام 1998 ، حيث توغل السرطان إلى الكبد ، ولم يكن وقتها متاحا لزراعة الكبد ، وخضع للعلاج الكيماوى ، لكن انتشر المرض في المعدة وساءت الحالة الصحية حتى دخل فى غيبوبة، لتأتي النهاية بوفاته فى عام 2002 عن عمر يناهز 72 عاما.

زر الذهاب إلى الأعلى